logo on medium devices
موقع صدى الولاية الاخباري
الاثنين 01 ديسمبر 2025
12:49:35 GMT

قنبلة إسرائيل الكبرى التي ألقاها نتنياهو

قنبلة "إسرائيل الكبرى" التي ألقاها نتنياهو
2025-08-13 20:26:54

الكاتب الفلسطيني: د. عبد الله معروف

لم يكن مستغربا أن يعلن أقطاب تيار الصهيونية الدينية واليمين المتطرف في إسرائيل مرارا عن رغبتهم في تحقيق حلم "إسرائيل الكبرى" و"أرض الميعاد"، خاصة منذ بدء حرب الإبادة الجارية في قطاع غزة.

وكان اقتصار هذه التصريحات على وزراء وأعضاء الكنيست التابعين لهذا التيار حجة لدى المدافعين عن إسرائيل، باعتبار أن هذه التصريحات لا تمثل الموقف الرسمي للحكومة الإسرائيلية ولا تمثل تحولا في الرؤية الإستراتيجية للمؤسسة الإسرائيلية الرسمية تجاه محيطها وتجاه الإقليم عموما.

لكن تصريحات رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو الأخيرة لشبكة i24 الإسرائيلية عكست تحولا جذريا في السردية الإسرائيلية الرسمية التي يمثلها رئيس الحكومة شخصيا، وتبنيا رسميا لأول مرة طموحات تيار الصهيونية الدينية التي لا ترى لإسرائيل أفقا بين جيرانها العرب، وإنما ترى في الأفق دولة توراتية كبرى تبني أطروحاتها بناء على الأساطير الدينية التوراتية المتعلقة بأرض الميعاد، والمسيح المنتظر ونهاية العالم والألفية السعيدة.

خلال مقابلته، قال نتنياهو إنه يشعر أنه في مهمة تاريخية وروحانية ترتبط بأجيال اليهود عبر العصور، حيث اعتبر أنه هنا "بتفويض من أجيال من اليهود".

ولما سأله الصحفي ما إذا كان هذا يشمل رؤية إقامة "إسرائيل الكبرى" أجاب بالموافقة بكل ثقة. لتخرج علينا صحيفة (زمان يسرائيل) بعنوان مركزي: "نتنياهو يقول إنه في مهمة تاريخية وروحية ويُقر برؤية إسرائيل الكبرى".

وجاء في الخبر أن نتنياهو قال في المقابلة إنه يشعر بالارتباط الشديد برؤية "إسرائيل الكبرى" التي تشمل ما كان يفترض أن يكون دولة فلسطينية مستقبلية- في اتفاقية أوسلو- إضافة إلى أجزاء من الأردن ومصر.

لا يمكن فصل هذه التصريحات عن طبيعة الموقف الذي قيلت فيه، فالصحفي الذي أجرى المقابلة مع نتنياهو هو الإعلامي المعروف شارون غال، وهو عضو كنيست سابق عن حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني الذي يرأسه أفيغدور ليبرمان.

وخلال المقابلة، قدم شارون غال لنتنياهو هدية تعبر حسب كلامه عن أحد الأمور التي حلم غال بها طوال حياته، وهي خريطة الأرض الموعودة، وكانت الهدية تميمة يحملها أتباع اليمين المتطرف تحمل خريطة إسرائيل الكبرى المعروفة باسم "أرض الميعاد" التي تشمل المساحة بين النيل والفرات، وسأله غال عند إهدائه هذه الهدية: (هل أنت تؤمن بهذه الرؤية؟) أي رؤية "أرض الميعاد" و"إسرائيل الكبرى"، فأجاب نتنياهو مرتين متتاليتين: "جدا".

هناك واحد من احتمالين اثنين لما رأيناه في هذه المقابلة، الاحتمال الأول أن يكون نتنياهو وشارون غال متفقين تماما على سيناريو الحوار والمقابلة ليكشف نتنياهو توجهاته الجديدة على الملأ بهذا الأسلوب دون أن يبدو ذلك مقصودا.

وهذا أمر لا أستغربه على شخص مثل نتنياهو بما هو معروف عنه من تلاعب وخبث، وبذلك فإن نتنياهو كان يريد أن يظهر في هذا الحوار بصورة الشخص الذي يكاشف الجمهور لأول مرة بمكنونات نفسه، وبما يعتبره "إخلاصا" عميقا للرؤية الدينية التوراتية للصراع، ولا يتورع عن كشف هذا الجانب في شخصيته عندما يوضع تحت السؤال، وفي هذه الحالة فإن نتنياهو يحاول الحصول على تعاطف جمهور الصهيونية الدينية بشكل أكبر من السابق، ربما في سياق حملته على قطاع غزة.

الاحتمال الثاني أن نتنياهو بالفعل لم يكن يتوقع السؤال، وأنه وجد نفسه في موقف يحتم عليه أن ينحاز لأحد الطرفين: الصورة العلمانية القومية المعروفة لحزبه ودولته، أو الصورة الدينية التوراتية التي بات صوتها يعلو من قبل التيارات الدينية اليمينية وعلى رأسها الصهيونية الدينية.

وفي هذه الحالة فإن شارون غال كان ذكيا بحيث وضع فخا لنتنياهو لكشف حقيقة نظرته السياسية والروحانية الشخصية فيما يتعلق بالرؤية الدينية التوراتية التي يستند إليها اليمين المتطرف في تعامله مع مجريات الصراع.

ونتنياهو معروف بمهارته المعهودة بالتخلص من أي موقف لا يرغب فيه أو يورط نفسه بتصريح من هنا أو هناك، ولطالما نأى بنفسه عن تصريحات أعضاء حكومته من تيار الصهيونية الدينية، وعلى رأسهم سموتريتش وبن غفير المثيرة للجدل حول أحلام إسرائيل الكبرى، والسيطرة على المسجد الأقصى، وضم الضفة الغربية، والسيطرة على الأردن، ولبنان، ومصر، وسوريا وغير ذلك.

لكنه في هذه المقابلة، وأمام "هدية" شارون غال المرتبطة برؤية إسرائيل الكبرى لم يكن أمامه إلا طريقان: إما أن يحاول التلون والالتفاف على الأمر، ويحافظ على صورة إسرائيل العلمانية التي طالما تفاخر بها الإسرائيليون منذ عهد بن غوريون، أو أن يستفيد من هذه الفرصة ويجعل هذه المقابلة حجر زاوية لإعلان انحيازه التام إلى رؤية الصهيونية الدينية، وإعلان تغيير السياسة الرسمية الإسرائيلية لتكون قائمة على الأسطورة التوراتية التي ينادي بها تيار الصهيونية الدينية.

ويكون ذلك إعلانا لدولة جديدة ثيوقراطية بعيدة عن الصورة الأوروبية العلمانية التي لطالما حاول الإسرائيليون تسويقها أمام العالَم، سواء كان هذا في سياق بحث نتنياهو عن الشعبوية في أوساط اليمين في إسرائيل، أو في أوساط المؤيدين لإسرائيل من اليمين المسيحي المتطرف في العالم.

ومن الواضح هنا أن نتنياهو اختار الطريق الثاني، فأعلن انحيازه للسردية الدينية التي يمثلها تيار الصهيونية الدينية، ليكون بذلك العضو الأحدث في هذا التيار داخل حزب الليكود.

فالمعروف أن تيار الصهيونية الدينية بدأ مشواره السياسي من داخل حزب الليكود، حيث عمل الليكود على الاستفادة من هذا التيار بنفس القدر الذي عمل فيه التيار على الاستفادة من الليكود على مدى عشر سنوات تقريبا، فاستغل كل منهما قوة الآخر وقربه إلى حد ما من أطروحات الطرف الآخر، ودخل أعضاء كثر من تيار الصهيونية الدينية داخل حزب الليكود، وعملوا على نشر أفكاره بين أعضاء الحزب، وتحويل اتجاه الليكود إلى مسار الصهيونية الدينية.

ثم شكل أقطاب هذا التيار حزبهم الخاص المتمثل في حزب "الصهيونية الدينية" بزعامة سموتريتش وحزب "القوة اليهودية" بزعامة بن غفير بعد شعورهم بأن قوة حضورهم في الشارع تسمح لهم بالاستقلال عن الليكود.

إعلان

بيد أن هذا لا يعني اختفاء هذا التيار من صفوف حزب الليكود، فهو لا يزال يتمتع بحضور قوي في حزب الليكود من خلال شخصيات مثل الوزير دودي أمسالم (وزير التعاون الإقليمي)، وأعضاء الكنيست عميت هاليفي (عرّاب مشروع قرار تقسيم المسجد الأقصى)، وماي جولان، ونسيم فيتوري، وأرييل كيلنر، وأفيخاي بوآرون.

ويمكننا القول اليوم إن نتنياهو بتصريحاته الأخيرة يكشف انضمامه الكامل لهذا التيار ليعلن تقريبا أن حزبه أصبح جزءا من تيار الصهيونية الدينية ويحمل أفكاره ويروج لها.

نتنياهو كان يعلم أبعاد كلامه، وكان يقصد كل كلمة قالها في هذه المقابلة، فهو يعلم أن عبارة "إسرائيل الكبرى" أو "أرض الميعاد" تشمل أراضي دول كان يتفاخر دائما بعلاقته الدبلوماسية معها، وعلى رأسها الأردن، ومصر الملتزمتان باتفاقيات سلام مع إسرائيل، إضافة إلى أجزاء من السعودية التي لطالما تبجح بسعيه لإقامة علاقات دبلوماسية معها، فضلا بالطبع عن لبنان، وسوريا، والعراق.

وبذلك فإن نتنياهو إذ يعلن التزامه بهذه الرؤية فإنه يذهب إلى درجة إعلان تحلله من أي التزامات مسبقة لدولته سواء مع دول الإقليم أو العالم.

لا يمكن لنتنياهو التظاهر بأنه – على سبيل المثال – لم يكن يقصد "إسرائيل الكبرى" بمفهومها التوراتي، حتى وإن حاول هو أو بعض حلفاء إسرائيل أو المدافعون عنها التخفيف من وطأة تصريحاته تلك، وذلك لأن تصريحاته جاءت في إطار التعليق على تميمة "إسرائيل الكبرى" التي أهداه إياها شارون غال خلال المقابلة، وهي تميمة تحمل خريطة إسرائيل الكبرى التي تشمل أجزاء من تلك الدول العربية.

ورد نتنياهو على ذلك لم يكن مجرد تعبير دبلوماسي أو حتى إشارة عامة، وإنما كان تعبيرا عميقا عن قناعة مطلقة، وذلك ما تمثله كلمة "جدا" التي استعملها مرتين، إضافة إلى انطلاقه بعدها فورا لاستذكار والده والجيل المؤسس للدولة بشكل عاطفي يضفي صبغة أيديولوجية عميقة على هذا المفهوم.

ولعل موقف الأردن الذي سارع بالاحتجاج على هذه التصريحات ورفضِها مؤشرٌ على شعور الأردن بالتهديد المباشر من هذه التصريحات، وهذا يعني أن رسالة نتنياهو وصلت بالفعل، وأنها فُهِمَت بالضبط كما كانت دون مواربات ولا تبريرات، وخاصة على الصعيد الرسمي.

والواجب الآن على المحيط الإقليمي الرسمي أن يتعامل مع هذه التصريحات باعتبارها تشكل اتجاها سياسيا إسرائيليا رسميا جديدا لم يعد مقصورا على سموتريتش وبن غفير.

هذا الاتجاه العدائي الواضح تجاه المحيط العربي يستلزم وقفة جادة في وجهه قبل أن يستفحل الأمر أكثر من ذلك، وهذه الوقفة ينبغي أن تتجاوز التنديدات والتصريحات السياسية والإعلامية إلى إجراءات حقيقية على الأرض، أولها وأهمها كشف ضعف الموقف الإسرائيلي في حال واجهَ محيطا عربيا وإسلاميا موحدا، والملف الوحيد الذي يمكن أن يقلب المعادلة هنا هو كسر الحصار على غزة دون أي اعتبار لموافقة أو رفض نتنياهو ومستوطني حكومته.

أما إن بقي الموقف العربي الباهت الضعيف على ما هو عليه، فإن نتنياهو سيتمادى أكثر وأكثر، وما دام اليوم قد كسر الخطوط الحمراء بإعلان التزامه العميق برؤيته التوراتية لإسرائيل الكبرى على حساب الدول العربية المجاورة، فإن الصمت والخذلان سيغريانه بتجاوز خطوط أخرى، وتحويل الهوس الديني الذي يمثله اليوم بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير وعميحاي إلياهو بأن يصبح الخط الرسمي لإسرائيل.

د. عبد الله معروف
كاتب فلسطيني
أستاذ دراسات بيت المقدس بجامعة إسطنبول 29 مايو، ومسؤول الإعلام والعلاقات العامة السابق بالمسجد الأقصى
ان ما ينشر من اخبار ومقالات لا تعبر عن راي الموقع انما عن رأي كاتبها
صدر كتاب تحت عنوان: قراءة في الحركة المهدوية نحو بيت المقدس للشيخ الدكتور علي جابر
المساعدون القضائيون في صيدا يكرّمون القاضي إيلي أبو مراد قبل انتقاله إلى البقاع
المقداد يجول في جرد جبيل ولاسا
مؤتمر دولي لنصرة غزة من بيروت الى اليمن وفلسطين والعالم
بتاريخ ٢٠٢٤٠٤٠١ نظمت السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي شعبة بشارة الخوري محمد الحوت المتحف في منطقة بيروت
في أجواء شهر رمضان المبارك وبمناسبة يوم الأرض ،
واشنطن تصنف انصار الله جماعة إرهابية وتدخل حيز التنفيذ من يومنا هذا وصنفت قيادات الصفوف الاولى من حركة انصار الله بلائحة الارهاب
قتيل وجرحى بين العرب في البقاع الاوسط في منطقة قب اللياس
النائب برو يتفقد احوال النازحين في علمات والبدان المجاورة
بعد طلب سماحة القائد الولي الاعلى السيد علي الخامنئي حفظ الله
كتب حسن علي طه يا أمة المليار منافق، غزة تُباااااد ، فماذا أنتم فاعلون؟ عامان، لا بل دهران، لكثافة ما حصل في غزة من أحداث.
بسم الله الرحمن الرحيم
مباشر من حفل اطلاق الحملة الرسمية لاحياء اليوم القدس العالمي التي يطلقها ملف شبكات التواصل في حزب الله
الوزير السابق للداخلية مروان شربل
ممثل الامين العام لحزب الله الشيخ الدكتور علي جابر يزور مطبخ مائدة الامام زين العابدين ع في برج البراجنة
قيادة الحملة الدولية لكسر حصار مطار صنعاء الدولي
الحاج حسن من بريتال: أزمة انتخاب رئيس الجمهورية سياسية وليست دستورية
تحت عنوان (على طريق القدس موحدون لمواجهة الفتن ومؤامرات التفريق بين أمتنا )
صنعاء بمواجهة العدوان المتجدّد: لا وقف لعمليّاتنا
الصوت الذي لم يستكن يوماً
جريمة بليدا تخلط الأوراق
الاخبار _ ذكية الديراني : الطفولة وقوداً في حرب المحاور و... «الرايتينغ»
عقوبات أميركية جديدة على اليمن: صنعاء تصعّد ردودها الاقتصادية
ما بين نواف وخصومه ....علي برو يحدد أجندة الإعلام
55 في المئة نسبة التصويت العامري لـ«الأخبار»: سنشكّل حكومة سريعاً
رئاسة الجمهورية لا تصنع كتلة نيابية: باسيل ليس قلقاً من طموح عون إلى الزعامة رلى إبراهيم الثلاثاء 8 تموز 2025 وبات من ا
فؤاد بزي: 150 ألف وحدة سكنية متضرّرة في الجنوب
التشكيلات الديبلوماسية اقتربت: الخلاف على المواقع الكبرى..
الـتـيـار نـحـو تـبـنـي مـعـلـوف فـي وجـه الـريـاشـي
الاخبار : جنبلاط يعود إلى الشام... عبر تركيا!
اتركيا في سوريا: «فائض القوة» لا يحجب المآزق
كتب فراس زعيتر في جريدة الاخبار الثلاثاء 12 آذار 2024
بين «الروح المتجوّلة» والمسيّرات: كيف يستخدم الاحتلال الحرب النفسية ضد لبنان؟
خبير صهيوني: المقاومة اللبنانية لا تزال باقية وحية.. وحزب الله يمتلك عشرات آلاف الصواريخ والمقاتلين المسلحين
إيجارات الدولة: مزراب هدر بملايين الدولارات سنوياً... هل تُقفِله الحكومة؟
البناء: البورصات العالمية تستعيد عافيتها ونيويورك تخسر 1% مع التمسك بالرسوم
الاخبار _ لمى علي : شهادات من قرى القنيطرة: تفجيرات وأوامر إخلاء واعتقالات
أبرز مواقف الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في حوار خاص مع قناة المنار :
تجميد السلاح أخطر من سحبه بيت القصيد: المقاومة؟
بعد الوزير رجي، الوزير الصدي يخنق ويحاصر جزءاً كبيراً من اللبنانيين.
سنة
شهر
أسبوع
يوم
س
د
ث